رسم ناجي العلي سلاح ارهق اسرائيل فازهقت روحه

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
كاريكاتيرات من اجمل ما رسم ناجي العلي

اترككم مع الصور

478.jpg


479.jpg


480.jpg


481.jpg


482.jpg


483.jpg


484.jpg


485.jpg


486.jpg


487.jpg


488.jpg


489.jpg

 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
قصة الفنان ناجي العالي

ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين. له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987.
قام الفنان نور الشريف بعمل فيلم له باسم ناجي العلي أثار ضجة في وقتها وطالب بعض المحسوبين على الحكومة المصرية بمنع الفيلم، بسبب انتقاده للنظام المصري .
محتويات




سيرته الذاتية2 رسومه
2.1 حنظلة
مقولات لناجي العلي
3.1 شخصيات أخرى
اغتياله5 الهوامش
6 وصلات خارجية
سيرته الذاتية

لا يعرف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، ولكن يرجح أنه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، بعد قيام دولة إسرائيل ( الكيان الصهيوني ) هاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة ، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة ، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطاته المعادية للاحتلال ، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. وكذلك قام الجيش اللبناني باعتقاله أكثر من مرة وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن.
سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات.
تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي.

رسومه

كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي في زيارة له في مخيم عين الحلوة فنشر له أولى لوحاته وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961.
في سنة 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.

حنظلة

حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبياً في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.
لقي هذا الرسم و صاحبه حب الجماهير العربية كلها و خاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب و القوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو دائر ظهره 'للعدو'.
ولد حنظلة في 5 حزيران 1967 ، ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه إذا ما جبن أو تراجع.

مقولات لناجي العلي




اللي بدو يكتب لفلسطين, واللي بدو يرسم لفلسطين, بدو يعرف حالو : ميت.
هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب.
الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة.
كلما ذكروا لي الخطوط الحمراء طار صوابي, أنا أعرف خطا أحمرا واحدا: إنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع على اتفاقية استسلام وتنازل عن فلسطين.
متهم بالإنحياز, وهي تهمة لاأنفيها, أنا منحاز لمن هم "تحت".
أن نكون أو لا نكون, التحدي قائم والمسؤولية تاريخية.
وعن حنطلة يقول ناجي: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء.
واما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب : عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.
فيلم وثائقي قصير عن حنظلة ناجي العلي " الأيقونة" إخراح :هناء الرملي

شخصيات أخرى

كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: - سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: -الله لا يسامحك على هالعملة
أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: -شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط كلاسين للولاد
أما شخصية زوجهاالكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله
مقابل هاتيك الشخصيتين تقف شخصيتان أخرىتان, الأولى شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الإنتهازيين. وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية

اغتياله

اطلق شاب مجهول النار على ناجي العلي في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987 فاصابه تحت عينه اليمنى ، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.
قامت الشرطة البريطانية، التي حققت في جريمة قتله، باعتقال طالب فلسطيني يدعى إسماعيل حسن صوان ووجدت أسلحة في شقته لكن كل ما تم اتهامه به كان حيازة الأسلحة. تحت التحقيق، قال إسماعيل أن رؤساءه في تل أبيب كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال. رفض الموساد نقل المعلومات التي بحوزتهم إلى السلطات البريطانية مما أثار غضبها وقامت مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء حينذاك، بإغلاق مكتب الموساد في لندن[1].
ولم تعرف الجهة التي كانت وراء الاغتيال على وجه القطع. وإختلفت الآراء حول ضلوع إسرائيل أم منظمة التحرير الفلسطينية أو المخابرات العراقية. ولا توجد دلائل ملموسة تؤكد تورط هذه الجهة أو تلك.
يتهم البعض إسرائيل بالعملية وذلك لانتمائه إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي قامت إسرائيل باغتيال بعض عناصرها كما تشير بعض المصادر أنه عقب فشل محاولة الموساد لاغتيال خالد مشعل قامت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بنشر قائمة بعمليات اغتيال ناجحة ارتكبها الموساد في الماضي وتم ذكر اسم ناجي العلي في القائمة[2].
يتهم آخرون م.ت.ف وذلك بسبب انتقاداته اللاذعة التي وجهها لقادة المنظمة. بحسب تقرير للبي بي سي فإن أحد زملاء ناجي العلي قال أن بضعة أسابيع قبل إطلاق النار عليه التقى بناجي العلي مسؤول رفيع في منظمة التحرير الفلسطينية، وحاول إقناعه بتغيير أسلوبه فقام ناجي العلي بعد ذلك بالرد عليه بنشر كاريكاتير ينتقد ياسر عرفات ومساعديه[3]. ويؤكد هذه الرواية شاكر النابلسي الذي نشر عام 1999 كتابا بعنوان "أكله الذئب" كما يدعي أيضا في كتابه أن محمود درويش كان قد هدده أيضا ويورد مقتطفات من محادثة هاتفية بينهما كان العلي قد روى ملخصها في حوار نشرته مجلة الأزمنة العربية (عدد 170 /1986/ ص14)[4].
دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة بروك وود الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191 . وأصبح حنظلة رمزاً للصمود والإعتراض على ما يحدث وبقي بعد ناجي العلي ليذكّر الناس بناجي العلي.
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!

filemanager.php

على حين غرة مقصودة، قبل تسعة عشر عاماً من اليوم، أدرك القاتل أن ناجي العلي يجب أن يموت، وتحديداً في شارع «ايف ستريت» جنوب غرب لندن، حيث كان ناجي العلي بطريقه لمكتب صحيفة القبس الكويتية، وبيده عدد من الأسلحة المحظورة عربياً
، يحمل عدد من الوثائق المرسومة، التي تدين حالة من التخاذل الثقافي، والسياسي، والشعبي إزاء القضايا، بينما أدرك ناجي العلي أن عليه أن يكتب، عفواً، يرسم وصيته في عدد من اللوحات، وأن يُعلن بأنه مستعدٌ تماماً للموت، ومعللاً أسباب موته الجريء، وباحثاً عن وريث شرعي يحمل بعده عبئ المشروع الفني، السياسي، العربي، ليحيا به بعد موته، حين باغتته رصاصة جبانة استقرت في رأسه، أدخلته في غيبوبة استمرت حوالي الشهر، لتحمله بعدها للعالم الآخر.
كان العلي يحمل أكفانه بين لوحاته، وهو يخوض معركة بريشة فنان، ويعلن عبر لوحاته الساخرة، موقفه، وموقف كل الفقراء والمقهورين، الرافض لكل أنواع الفساد والبيروقراطية ونقد الخطاب السياسي الإنشائي، فأخترع هذا الشاهد القنفذي على جريمة هذا العصر، وأعطاه هويته القومية العربية، ليجسد إيمانه بأن القضية يجب أن تظل عربية، لا قطرية.

إحذروا هذا الرجل المسمى ... ناجي العلي
أدرك تماماً بأن الرصاصة التي استقرت في أسفل رأس ناجي العلي في 22 يوليو 1987م كانت قاتلة، إلا أنه ناجي أصرَّ على أن يدخل جدلاً حتى مع الرصاصة، استمر ثلاثين يوماً، فلم يكن ليسمح حتى لموته بأن يمر بشكل عادي دون أن ينتقده، وأن يبشر بقدومه، وطريقته، كما فعل سابقاً مع اغتيال بيروت، وهذا ما رسمه فعلاً عبر لوحة "لا لكاتم الصوت" التي حمل "حنظلة" فيها جثمانه مع المشيعين، وتوعد مثل البقية بالثأر ومواصلة الطريق، فناجي العلي هذا خطير بالمعنى العربي الرسمي، ولا يشبه شيئاً، الإنسان العادي البسيط جداً، والفنان المُعقد الخطوط، والناطق من خلال الكاريكاتير الصامت، المعلن الدائم لحالة الاحتجاج والاستنفار والتعبئة ضد حالة الصمت العربية الرسمية إزاء القضايا الوطنية الأساسية، وحتى في موته تكمن خطورته بأنه يهدد الصمت العام، وأنه يتنبأ في القادم، ويرسم المستقبل بالأبيض والأسود.
مات ناجي العلي، مثله مثل بقية كثيرون من زملائه الفنانين والأدباء والمفكرين والصحفيين، اغتيالاً، فقبله كان غسان كنفاني -الذي نشر رسوم ناجي لأول مرة في مجلة "الحرية"، ومهدي عامل، حسين مروّة، عبد الجبار وهبي، شهدي عطية الشافعي، وكثيرون كثيرون على الطريق، بينما لم يستطع الاغتيال أن يوقف مسيرة المثقف المتمردة من أن تظل دائمة الحياة، متجددة.

ناجي الفنان السياسي:
"ظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً بذاكرتي عن الوطن، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية .. ثم إلى الأوراق .. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي، فأخذها ونشرها في مجلة " الحرية"وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من " الحرية " وفيها رسوماتي ... شجعني هذا كثيراً".
ناجي العلي كان رساماً بامتياز، وعلى الرغم من أنه كان يعلن عن نفسه بأنه صوت الفقراء، لكن العالم اعتبر ناجي أكبر من حجم المكان والجغرافيا، وإحدى الصحف اليابانية اختارته كأحد اشهر الفنانين العشر في العالم، لما في لوحاته من حدية، وخطوط تلقائية موغلة في التعبير عن الموضوع الذي يريد معالجته، وتوضيح الكاريكاتير بعبارات بسيطة وواضحة تدل على انه كان يتمتع بوعي سياسي، وعمق، ونضج مبكر لمستقبل القضية التي يرسم لأجلها، أو كما قال أحد النقاد عن رسومه: "إن استخدام ناجي العلي للونين الأبيض والأسود يرجع ربما إلى انه لا يرى العالم إلا من خلال التناقضات الكلية بين خير وشر، جمال وقبح، وتضحية وخيانة، ويجعل اللون الأسود خلفية شبه دائمة في لوحاته حين تتأزم الأوضاع السياسية العربية، رغم انه لم يكن فقط مجرد خطوط سوداء على خلفية أو فراغ ابيض".

لماذا قتلوا ناجي العلي ؟

لان ناجي "متهم بالانحياز، وهي تهمة لا أنفيها .. أنا لست محايداً، أنا منحاز لمن هم "تحت".. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات، وصخور القهر والنهب، وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها.. ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات".
ناجي العلي، هذا الرجل، الفنان، السياسي، خطير جداً، وفي هذا الوقت بالذات، حيث بيروت تحترق بنيران صهيونية مرة أخرى، يفرض علينا أن نستذكره حين تمر ذكراه في خضم المعركة، لنفيق هذا الصباح ونحن نعلن عن حالة الاحتجاج على ذات الصمت الذي هدده ناجي العلي، بأن نمر بالقرب من بيروت، ونقول لها : صباح الخير يا بيروت على طريقة ناجي العلي، ونقف إجلالاً لشهداء غزة والمذبحة المستمرة.
ترى أكان العلي ليتنبأ أن يمر تاريخ اغتياله، في الوقت الذي تُغتال فيه المدينة التي يحبها ؟ وأن بيروت ستحترق بضواحيها الجنوبية والشمالية، وتدمر أثار بعلبك، ويصرخ شهداء قاما مرة تلو المرة، ويتكرر ذات المشهد التراجيدي الذي شهده ذات يوم في العالم 1982م؟.

من سيؤرخ بالفن لهذه المذابح بعد أن رحل ناجي ؟
قبالة شواطئ صور البحرية، يقف "حنظلة العلي"، لكن هذه المرة بهيئة جديدة، ولم يزل عمره -منذ أخر مرة شاهده الناس في إحدى لوحات ناجي – عشر سنوات، واقفاً ووجهه البائس باتجاه البحر، بثيابه الرثة وقدميه الحافيتين، عاقداً يديه خلف ظهره، يرتدي بزة رسمية، أيضاً ممزقة كعادته، وأيضاً حافي القدمين، ممسكاً بشيء ما قد يكون كاميرا تصوير، ويرتدي سترة كُتب عليها بخط واضح "صحافة"، ويلتقط صوراً لبارجة إسرائيلية تغرق في وسط البحر، ويوزع صورها لوكالات الأنباء العالمية ليدحض مزاعم عربية وغربية بضعف قوة المقاومة، وقدرتها على هزيمة إسرائيل، وقد تعلم بعد تسعة عشر عاماً ذات مهنة صديقه ناجي العلي، بأن يكون مناضلاً من الطراز الرفيع، ولم يزل يحمل سلاح السخرية والنقد اللاذع الذي ضج منه أصدقاؤه وخصومه على حد سواء، ورغم ذلك ظل ممسكاً بالقلم ويرسم بالأبيض والأسود، ويحرك الحياة في رسوماته، وبكل قسوته المعتادة على كل شئ من حوله، الرافض لكل الذي ظلوا يتكسبون من القضية، تحت مسميات الثقافة والفن الثوري، ويرفض كل شهود الزور على قضيته، ليكون وبكل جدارة الشاهد الوحيد.
وكأنها أعوام لم تمضِ، وكأن لا زمن يفصل بيننا، بين أمس ناجي، ويوم غزة، وبيروت الدامي، وهذا الشاهد العصري على الجريمة المتجددة لهذا العصر لم يزل حتى اللحظة يرجم تخاذلنا بحجارته، ولم يزل يرسم، " أرسم .. لا أكتب أحجبة، لا أحرق البخور، ولكنني أرسم، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا".
هل يا ترى مبضع الجراح هذا قد حاول اكتشاف شيء ما في داخلهم فقتلوه؟ فعلاً لقد جرح شيء فيهم لا يعرفوه، فليس لديهم الكثير مما يمكن لناجي أن يجرحه، لكن لديهم أكثر مما كان يفضحه، فقتلوه.
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!

الرسوم الأخيرة لناجي العلي


ضجر ناجي العلي مما رسمه طوال سنوات, ورأى أنه كان مجرد أظافر تحاول هدم جبل, وتاق إلى أن يرسم رسوماً أخرى مختلفة تخاطب الأطفال والرجال الذين ما زالوا يحافظون على طفولتهم.

[COLOR=#0]
رسم ناجي العلي قطاً شرساً يتأهب للانقضاض على فأر, ولكن الفأر لم يخف من القط, وقال له مهدداً : الفئران هي اليوم أكثرية, والويل لك إذا لمحتك يوماً تمشي في شارع.‏
فاستولى على القط رعب شلّه ومنعه من التحرك والفرار, ولم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : لا شيء في الدنيا لا يتغير, وكل صعود يعقبه هبوط.‏
ورسم ناجي العلي حماراً عجوزاً مغمض العينين يحتضر, ويحطّ بالقرب منه غراب أسود يتظاهر بالحزن, وقد فتح الحمار عينيه بتثاقل, وقال للغراب : سأموت مطمئناً إلى أن الغناء بفضل رعايتك له سيظل مهنة محترمة لا تسمح للأدعياء بالتسلل إليها.‏
فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : حين يسود الشوك, ليس للورد إلا التلويح بالرايات البيض.‏
ورسم ناجي العلي نهراً عريضاً, غزير المياه, يمرّ في أرض تغطيها الخضراوات وأشجار الفاكهه, فهرع الناس إلى النهر, وبنوا على ضفتيه بيوتاً ودكاكين, ولكنهم اختلفوا في ما بينهم إذ زعم كل واحد منهم أن النهر نهره, وتفاقم اختلافهم إلى حد أنهم خاضوا قتالاً مرّاً دمّر البيوت وغطى الأرض بالجثث, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : من يتح له امتلاك الكرة الأرضية بكاملها لن يقنع بها, وسيحاول امتلاك السحب أيضاً.‏
ورسم ناجي العلي رجلاً أشقر الشعر يهدي كرة ملونة لطفل أسمر الوجه, أسود العينين, فشكر الطفل للرجل هديته, وبادر إلى اللعب بها, وبوغت بها تنفجر مهلكة كل ما حولها, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : كأن المخلوق البشري لا يولد في القرن الحادي والعشرين إلا ليكون إما قاتلاً وإما مقتولاً.‏
ورسم ناجي العلي رجلاً بديناً وامرأة هزيلة, فتجعد تواً وجه المرأة تذمراً وحنقاً, وقالت للرجل : هيا طلقني حالاً, فلم أعد أطيق غلاظتك.‏
فقال الرجل البدين للمرأة الهزيلة : ما تطالبين به أحلم بنيله في الليل والنهار وفي اليقظة والنوم حتى أتزوج امرأة أخرى جديدة وصغيرة السن وجميلة.‏
فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : الحياة الزوجية تستحيل أحياناً كهوفاً يحتلها الهم والغم والعويل والعواء والمواء والزئير.‏
ورسم ناجي العلي كرسياً يفترس كل من يقعد عليه, فإذا الكرسي يطوقه فوراً المتنافسون على القعود عليه مرحبين بما سيحل بهم, ولكن أحد المتنافسين اختار أن يأكل الكرسي مفضلاً أن يحكم بلده مستلقياً على سريره, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, فالحياة كرّ وفرّ ووقفة عز.‏
ورسم ناجي العلي طفلة صغيرة تحرر جنياً من قمقمه, فيتمطى الجني مبتهجاً بحريته, ولكن جنوداً مدججين بالأسلحة بادروا إلى إرغامه على العودة إلى قمقمه, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, فعالم الجن أيضاً محكوم عليه بالهزيمة إذا ظل مسالماً أعزل.‏
ورسم ناجي العلي عصافير تغرد وأزهاراً من مختلف الألوان منتشية بالتغريد الذي يتناهى إليها, ولكن هدير الطائرات وهدير السيارات تآزرا معاً لينتجا ضوضاء قضت على كل تغريد, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : لكل زمان تغريده ومغردوه.‏
ورسم ناجي العلي رجالاً غاضبين مسلحين بالعصي, يضرب بعضهم بعضاً, فأحاط بهم رجال الشرطة, واعتقلوهم, واقتادوهم إلى سجون لا خروج منها, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : لعل امتلاك عصا في بلد ما هو محظور دولياً وجريمة ضد الإنسانية بينما امتلاك القنابل النووية في بلد آخر مسموح ومرحب به وحماية للخير.‏
ورسم ناجي العلي ثيراناً تطير في سماء زرقاء, فسارعت الطيور إلى عقد اجتماع عاجل مخصص للبحث في السبل الكفيلة بدحر المعتدين على فضائها, فلم يستغرب ناجي العلي ما حدث, وقال لنفسه : الطيور تختلف عن بني البشر ولا ترحب بالغزاة الغرباء.‏
ورغب ناجي العلي في رسم المزيد, ولكن وقت ذهابه إلى عمله في إحدى الجرائد قد حان, فهرع نحوها من دون أن يعلم أن ثمة قاتلاً مأجوراً سيكون في انتظاره.‏

[/COLOR]
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!

قدمت لكم نبذة عن هدا الشهيد
الدي اعتنق قضية بلاده فلسطين
وحملها على عاتقه بريشته الساخرة
فكان الثمن اغتياله بعيدا عن بلده
ودفنه في انجلترا

دمتم في امان الله
 
أعلى