الاميرة جورية
{سبحان الله وبحمده ..!
مكائد اليهود ومفاسدهم :
1- فمنها دخولهم مع الباب يزحفون بعد أن قال لهم الله عز وجل : {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ } (البقرة: من الآية 58) قال بعض المفسرين : هي بيت المقدس ، وقيل : بل أريحا .
فلما فتح الله على موسى ، عليه السلام ، تلك البلاد ، قال لهم : إن نعمة الله عليم يوم نصركم ، ويوم أنقذكم من فرعون الطاغي أن تدخلوا متواضعين سجدا من باب المدينة ، كما دخل صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، قيل في بعض الروايات : بان دموعه سالت تواضعا لله فرفعه الله ؛ لأن من يتواضع لله يرفع.
فقال لهم موسى ، عليه السلام : ادخلوا لله متواضعين لما نصركم وأنقذكم ، فأبوا ..
وقال الله ، عز وجل ، لهم : {وَقُولُوا حِطَّةٌ} أي : يا ربي احطط عنا ذنوبنا، كقولك: (غفرانك)
فقال لهم موسى : قولوا: حطة ،وهي كلمة خفيفة.
فدخلوا يزحفون ويقولون : حنطة في شعيرة ! {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } (البقرة: من الآية 59) .
لما بدلوا هذا الكلام غضب الله عليهم ، سبحانه وتعالى ، من فوق سبع سماوات ، وأخزاهم وأذلهم .
2- ومن جرائمهم وكيدهم : أنهم قتلوا في غداة واحدة عشرات من الأنبياء ؛ لأنه كان يبعث لهم جملة من الأنبياء في زمن واحد .
وأتوا بيحيى ، عليه السلام ، فذبحوه وقطعوا رأسه ،عليه السلام ،وألقوه في حضن أبيه زكريا ، فانتفض زكريا ، عليه السلام ، فطاردوه بالسيف ، وفي (( التفسير )): انه هرب منهم ، واختفى في شجرة في وسطها معجزة من الله .
فلما علموا انه في الشجرة شقوها نصفين ، وشقوا معها زكريا ،عليه السلام.
فكانوا يقتلون الأنبياء ، لذلك قال الله ، س ، لهم : {قَتْلَهُمُ الْأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ } (آل عمران: من الآية 181)، ولكن هل هناك قتل للأنبياء بحق ما دام قد قال سبحانه وتعالى : {قَتْلَهُمُ الْأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ} !
لا ، ولكن هذا من ظلمهم وعتوهم فهو سبحانه يقول لهم : ليس عندكم جزء ، ولو صغير من الحق لتقتلوهم .
3- ومنها : قتلهم النفس في قصة البقرة، فقد كان هناك أخوة لهم عم غني ، فأتوا إلى عمهم فذبحوه ، وأخذوا تركته ، وخافوا أن يكتشف نبي عصرهم الجريمة، فتباكوا على عمهم بأنه قتل ولا يدرى من قتله ، فأوحى الله للنبي أن يأمرهم بذبح بقرة،ويأخذوا شيئا من أطرافها ويضربوا به على الميت فإنه سوف يتكلم ويخبرهم بمن قتله .
4- ومنها: قصة القرية حاضرة البحر ، وهي قصة محزنة،عندما قال الله لبني إسرائيل : {لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} (النساء: من الآية 154) يعني : لا تصيدوا السمك يوم السبت ، اصطادوا في كل الأيام ، لكن يوم السبت لا تصطادوا الحوت والسمك ، فقالوا : سمعنا وعصينا ، وهم دائما يقولون سمعنا وعصينا .
فقالوا : يا أيها الناس ، نخاف أن الله يخسف بنا ، إن عصيناه ، فلا تصطادوا السمك يوم السبت .
فابتلاهم الله بان كان يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة لا يأتيهم فيه أي سمكة ،أما في السبت فتكثر الأسماك وتأتي شرعا ، ففكروا طويلا في الأمر ،حتى هداهم مكرهم إلى حيلة على الله ، سبحانه وتعالى ، بزعمهم الفاسد.
فقالوا : الله ، عز وجل ، نهانا عن الصيد مباشرة يوم السبت ، لكن لو حفرنا أخاديد حتى تقع فيها الأسماك فلا تذهب ، فنأتي يوم الأحد ونصيدها لكان أولى لنا .
فحفروا الأخاديد ومجاري المياه ، فأخذت الأسماك تدخل ، وهم يسدون عليها طريق البحر .
ويأتون يوم الأحد فيأخذونها.
فقال لهم الصالحون منهم : يا أيها الناس ، قد ألحدتم في دين الله ، وعصيتم الله ، وتجاوزتم حد الله ، فلم يسمعوا منهم ، واستمروا في غيهم .
فكان هؤلاء الصالحون هم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهم حفاظ المجتمع وعباد الله ، وأما أولئك فهم أهل الفساد في المجتمع .
ولكن قد ظهر فريق ثالث معهم ، هم : أهل السلبية ؛ الذين لم ينكروا ولم يفعلوا ، وإنما نصحوا أهل الإنكار بان يتركوا إنكارهم ،فقالوا { لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} (لأعراف: من الآية 164) أتركوهم .. دعوهم ،الله يحاسبهم ، فلستم المسئولين عنهم .
فرد عليهم أهل الأمر والنهي قائلين : إنما نفعل هذا {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (لأعراف: من الآية 164) .
وهذا واجب الداعية أن يأمر وينهى لأمرين :
الأمر الأول : أن يعذر عند الله بان بلغ النصيحة والرسالة .
والأمر الثاني : لعل العصاة أن يتقوا الله ، عز وجل ، ويعودوا عن معاصيهم .
وفي الصباح الباكر سمع الصالحون صياحا مثل صياح القردة والخنازير ، فأشرفوا على السور ، فإذا بالمفسدين قد انقلبوا إلى قردة وخنازير ! سبحانك ربي .
وفي بعض الروايات من (( التفسير )): أنهم كانوا يعرفون بعضهم من مناظرهم .
والسؤال عند أهل العلم : هل القردة التي نراها الآن هي من نسل إخوان القردة التي نراها الآن فهي من نسل آخر وخلق آخر .
وقد ورد في الحديث (( إن الله إذا مسخ شيئا لم يجعل له نسلا ولا عقبا )).. أخرجه مسلم (2663) عن أم حبيبة ، رضي الله عنها.
وقد ورد في الحديث : (( إن الله إذا مسخ شيئا لم يجعل له نسلا ولا عقبا )).
5- ومن كيدهم وإفسادهم انهم قالوا لموسى : {فَاذْهَبْ أنت وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة: من الآية 24) فنحن لا نريد الحرب والقتل ، فدعا عليهم ، عليه السلام ،بان يتيهوا في الأرض .
فتاهوا أربعين سنة ، يأتون إلى طرف سيناء يريدون أن يخرجوا ، فيقولون : أخطأنا الطريق فيعودون ،فإذا وصلوا إلى الناحية الأخرى من جديد.
أتدرون ماذا فعل الله بهم ؟
لقد تكفل الله بهم ، وأنعم عليهم نعمة ما أنعمها على أحد من الناس ، فقد فجر لهم من صخرة مربعة اثنتي عشر عينا ؛ لأنهم كانوا اثني عشر سبطا ( أي : قبيلة).
فقالوا : أين الطعام يا موسى ؟ هذا ماء بارد يا موسى ، لكن أين الطعام ؟
قال : ماذا تريدون ؟
قالوا : نريد أحسن طعام .
قال : المن والسلوى، فأعطاهم الله المن والسلوى.
فقالوا : هذا الماء وهذا الطعام لكن أين الظل ؟ فظلل الله عليهم الغمام، فكان الغمام يسير معهم أفواجا.
فقالوا : ادع لنا ربك يخرج من نبات الأرض ، لقد مللنا المن والسلوى .
فقال موسى : {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} (البقرة: من الآية 61) ، فهم أمة لم تعتد على الخير والمعروف ، وإنما تربت على الفساد والتعنت . فطلب منهم أن يهبطوا مصرا فإن لهم ما سألوه .
6- ومنها : أنهم آذوا موسى واتهموه بما برأه الله منه ، فقالوا : هو مصاب بمرض في موضع عورته ؛ لأنه لا يتكشف أمامنا ، فموسى كان حييا ستيرا ، لا يتكشف إذا أراد الغسل ، فظن هؤلاء الخبثاء انه مريض أو به إذ في موضع من جسمه .
ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن موسى عليه السلام اخذ عليه إزارا ، فلما نزل يغتسل وضعه على حجر ، ففر الحجر بالثوب ، فخرج على أثره ، فأتى الحجر جهة بني إسرائيل ، فأقبل موسى فعلموا انه ليس به داء . فقال موسى : ثوب يا حجر وأخذ يضرب الحجر )).. أخرجه البخاري (278،3404،4799) ، ومسلم (339) عن أبي هريرة ، رضي الله عنه .
7- ومن مفاسدهم ومكايدهم : أنهم كانوا يقيمون الحد على الضعيف ويعطلونه عن الشريف .
قال صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يشفع لمن استحق حدا من حدود الله : (( إنما هلك الذين من قبلكم بأنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها )).. أخرجه البخاري (3475) ، ومسلم (1688) عن عائشة ، رضي الله عنها .
وحاشاها أن تسرق .
أما هؤلاء فكانوا مثلا إذا زنى فيهم الرجل وكان شريفا أخذوه وحمموه بالفحم وطافوا به ، أما إذا كان الزاني ضعيفا فأنهم يقيمون عليه الحد فيرجمونه حتى يموت .
8- ومن مفاسدهم وكيدهم: عبادتهم العجل .
قال يهودي لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب مستهزئا : كيف تطلبون من رسولكم أن يجعل لكم شجرة ذات أنواط كالمشركين؟
فقال علي ، رضي الله عنه : وأنتم ما خرجتم من البحر إلا وقلتم لموسى : {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } (لأعراف: من الآية 138) !
الشاهد : أنهم عبدوا العجل بتخطيط ومكر من زعيمهم السامري ؛ الذي كان مرافقا لموسى ،عليه السلام .
وفي هذا حكمة نستفيدها بأنه ليس من شروط الصلاح أن ينشأ المرء في بيت صالح ، فهذا السامري نشأ على الوحي مع موسى يسمعه صباحا ومساء ، فكأن جبريل قد رباه ، ولكنه في نهاية الأمر يصبح من المشركين الملحدين الذين يصدون عن سبيل الله .
فلا تدهش إذا رأيت أكبر المفسدين يخرج من بيت أحد المصلحين ، ولا يغيب عن بالك قصة نوح مع ابنه .
وهكذا العك ، فقد ينشأ الصالح في بيت فاسد ، كموسى ، عليه السلام ، الذي تربى عند فرعون في قصره ، فكان أحد رسل الله .
الشاهد : أن السامري خرج مع بني إسرائيل ، وصنع لهم من حلى الذهب الذي أخذوه من الفراعنة عجلا ذهبيا يخور بسبب الريح ، ويخرج أصواتا توهم السذج بأنه يتكلم . فعبدوه من دون الله .
فلما عاد موسى من مخاطبة ربه تعالى ، غضب عليهم لما رآهم يسجدون لهذا العجل الذي لا ينفع ولا يضر .
كيف هذا ؟ وهو قد تعب في تعليمهم وتوضيح الحق لهم وتربيتهم .
فسبحان الله ! هذه هي النهاية مع هؤلاء القوم الفسدة .
وفي هذا حكمة لنا : بان لا نيأس إذا رأينا الناس بعد تعبنا في الدعوة وإلقائنا المحاضرات والدروس تلو الدروس ، ثم وجدناها لم يستفيدوا شيئا مما قلنا ، لا نيأس ؛ لأن علينا البلاغ ، والهداية منه سبحانه وتعالى .
فنصحهم موسى وغضب على أخيه هارون الذي تركهم يعبدون العجل ، ولم يواجه السامري بحزم.
فأخبرهم ، عليه السلام ،بان توبتهم أن يقتلوا انفهم ، بان يظلهم الله بالغمام حتى لا يرى بعضهم بعضا فيتقاتلوا ، ففعلوا ذلك ، وتقاتلوا في الظلام ، حتى قتل بعضهم بعضا جزاء لعبادتهم العجل ،فتاب الله عليهم .
9- ومنها : انهم كانوا يذيبون الشحم ويبيعونه وهو محرم عليهم ، قال صلى الله عليه وسلم : (( قاتل الله اليهود ، لما حرم الله عليهم الشحوم أذابوها فجملوها فباعوها )).. أخرجه البخاري (4633)، ومسلم (1581) عن جابر ، رضي الله عنه .، لأن الشحوم محرمة عليهم .
10- ومنها : أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ،وهذا ما نخشى الوقوع فيه . قال صلى الله عليه وسلم : (( إنما اهلك الذين من قبلكم أن الرجل كان يلقي الرجل فيقول : يا عبد الله، اتق الله ولا تفعل كذا، ثم لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه من آخر النهار)).. صحيح . اخرجه أبو داود (4336) ، والترمذي (3047) ، وصححه ، وابن ماجه (4006) عن ابن مسعود ، رضي الله عنه.
أي : أنهم داهنوا أهل المعاصي ، وانساقوا معهم ، فلم ينكروا عليهم ، أو أنكروا إنكارا لطيفا جدا لم يصل إلى درجة الموالاة والمعاداة التي أمر الله بها .
قال الله : {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة:78){كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة:79) .
فمن رأى المنكر ، ولم ينه ، ولو بقلبه فهو كبني إسرائيل .
وقد ورد أن الله أمر جبريل أن يزلزل قرية عن مكانها فقال : يا رب فيها رجل صالح يعبدك ويكبر ويسبح .
فقال سبحانه وتعالى : فيه فأبدا ، فإنه لم يتمعر وجهه من اجلي...انظر : (( تفسير القرطبي ) (6/237).
11- ومنها : أنهم لم يستفيدوا من علمهم ، يقول عز من قائل : {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} (الجمعة: من الآية 5) فالحمار تأتي به ، وتركب عليه المجلدات العلمية الثمينة ، ((كفتح الباري )) و (( المغني )) و (( رياض الصالحين )) ، فهو لن يدري بما فيها ، ولن يستفيد أي فائدة منها . فهو كبني إسرائيل حفظوا التوراة ، لكن ما نفذوا أحكامها {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (المائدة: من الآية 13).
وهذا تنبيه لهذه الأمة الإسلامية أن لا تكون كبني إسرائيل ، تعلم ولا تعمل ، بل لا بد من العمل مع العلم ، وإلا فما فائدة العلم ؟
وأنا أعجب من أناس حازوا على الشهادات العالية في الشريعة، ولكنهم لم ينزلوا إلى ساحة الميدان بعد ، ولا زالوا يحبسون علمهم عن كثير من الناس الجهلة ؛ الذين يحتاجون لعلمهم في البوادي والقرى ، وهذا من تثبيط الشيطان لهم ، عافاني الله وإياكم .
12- ومنها : أنهم قالوا{ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُه} (المائدة: من الآية 18) .
وهذا كذب وزور ، فالله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب أو صلة، إنما هو الأمر والنهي .
فرد الله عليهم قائلا سبحانه : {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} (المائدة: من الآية 18).
13- ومنها : أنهم قالوا : بان الله فقير ونحن أغنياء ، وكذبوا أخزاهم الله ، بل الله أكرم الكرماء و أغنى الأغنياء .
قال تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} (آل عمران: من الآية 181) .
14- ومنها : أنهم قالوا : بان يد الله مغلولة ،{ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (المائدة: من الآية 64)
فليس هناك أكرم منه ،سبحانه ، ولكنه الخبث والنفوس الوقحة حتى مع مولاها تبارك وتعالى .
15- ومنها : أنهم قالوا : { لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ} (البقرة: من الآية 113) وهم أيضا ليسوا على شيء ،بل كلاهما مخرف مبدل ، فهم مغضوب عليهم ، والنصارى ضالون كما قال تعالى : { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (الفاتحة: من الآية 7).
16- ومنها : أنهم قالوا : {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} (التوبة: من الآية 30) وافتروا عليه ، سبحانه وتعالى ، فهو { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (الإخلاص : 3 ) .
17- ومنها : أنهم قالوا : {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى } (البقرة: من الآية 111)، فقال تعالى ردا عليهم : { تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ } (البقرة: من الآية 111).
أي : أنها أماني خيالية، لا حقيقة لها في الواقع ، إلا لمن آمن برسوله صلى الله عليه وسلم .
18- ومنها : أنهم قالوا : { قُلُوبُنَا غُلْف} (البقرة: من الآية 88) أي : لا نحتاج إلى علمك يا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى :{ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً} (النساء: من الآية 155).
19- ومنها : أنهم قالوا : { لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أياماً مَعْدُودَة} (البقرة: من الآية 80) فرد تعالى عليهم قائلا سبحانه : {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: من الآية 80).
فهم كاذبون في زعمهم هذا ، بل يدخلون النار ، ويعتق الله كل مسلم بواحد من هؤلاء الأنجاس .
نسأل الله العتق من النار .
وهناك صفات أخرى ومكايد ومخازي يعلمها من تدبر كتاب الله الذي فضحهم ، لاسيما سورة البقرة .
والله اعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم